تعيد الواقعة المؤسفة لوفاة أحد المواطنين في مدينة إربد وهو ينتظر إجراءات الدخول إلى مستشفى الاميرة بسمة، موضوع واقع الخدمات الصحية في أقسام الطوارئ في وزارة الصحة، إلى الواجهة.
توقيت هذه الحادثة يأتي بالتزامن مع حصول حكومة دولة رئيس الوزراء جعفر حسان على الثقة في مجلس النواب، بعد أن صوت 82 نائبا بالثقة مقابل 53 نائبا حجبوها عنها، وامتناع نائبين.
أمام حكومة دولة الرئيس مهام كبيرة، وهي تأتي في وقت تشهد فيه منطقتنا تغييرات هائلة، وهي ظروف ستضع المزيد من الضغوط على الأردن، اقتصادا ومؤسسات.
يمكن ملاحظة أن كافة الحوادث تقريبا التي تقع في أقسام الطوارئ في مستشفيات وزارة الصحة تكون مرتبطة بحالتين، هما التهاب الزائدة الدودية، ووجود نوبة قلبية.
في كلتا الحالتين فإن تأخر التدخل يؤدي إلى عواقب وخيمة تصل إلى الوفاة، فالزائدة الدودية الملتهبة تنفجر، والجلطة القلبية تؤدي إلى توقف عضلة القلب.
وزارة الصحة تقوم بجهد هائل، وكادرها من أطباء وممرضين وإداريين يبذلون جهدهم للتعامل مع الضغط الكبير في أقسام الطوارئ، ولذلك ففي هذه الحوادث لا يمكنك أن تلوم شخصا، بل المنظومة التي تفشل في تقدير الإجراء المناسب.
في ضوء هذا الحادث المؤسف، ونهمس في أذن دولته أنه يمكن حل هذه المشكلة والتأكد من عدم تكرارها في المستقبل، وهذا يكون عبر إحداث تعديلات في منظومة التشخيص، تعطي الأولوية القصوى لأي مريض يشك الأطباء أنه يعاني من التهاب الزائدة، أو مشكلة في القلب.
هذا المريض عندها يتم إدخاله إلى المستشفى مباشرة، بغض النظر عن إجراءات التأمين أو خطوات الإدخال، أو وجود التامين أو عدمه.
في سرير المستشفى يقوم الأطباء بمراقبة المريض وتقدير خطورة حالته وما هي الخطوة التالية، فاذا كان يحتاج لإجراء عاجل، مثل استئصال الزائدة الدودية أو عمل قسطرة للقلب، يتم إجراؤها. أما إذا لم يكن بحاجة، فيمكث تحت الرقابة لـ24 ساعة، ثم يغادر.
هناك أمور إضافية يمكن تطبيقها لتحسين مستوى الخدمات في أقسام الطوارئ، مثل توفير معدات تشخيصية متقدمة، وتعليم طبي مستمر، وبروتوكولات علاج قائمة على الأدلة، واستخدام الذكاء الصناعي في التشخيص.
بصفتي باحثا في مجال استخدام الذكاء الصناعي في الطب، تشخيصا في مجال الممارسة، ومحتوى في مجال الاعلام، فإنني أرى امكانياته المذهلة في تحقيق تشخيص أدق، مما يساعد في توفير رعاية أفضل للمرضى، وتقليل العبء الواقع على كاهل الكادر الطبي.,
الشهر الماضي أظهرت دراسة أن برنامج تشات جي بي تي 4 تفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض، مسجلا نسبة 90% في دقة التشخيص للاطباء الذين يستعينون ببرنامج تشات جي بي تي 4، مقارنة بنسبة 76% للأطباء الذين يستعينون به بصورة غير منتظمة، و74% لأولئك الذين لا يستخدمونه.
دولة الرئيس.. نخطو في الأردن نحو مرحلة جديدة من التقدم، وكلنا ثقة بكم ولذلك نضع بين يديكم هذا الموضوع، فملف وفاة مرضى كان يمكن إنقاذ حياتهم في أقسام الطوارئ يجب أن نضعه وراءنا ونغلقه للأبد.